في اليوم الثاني من أيام الدورة التكوينية وبتاريخ التاسع والعشرين أفريل ألفين وثمانية عشرة، وكما كان مقررا بقاعة المحاضرات الخاصة بطلبة الماجستير من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة صباحا ، ألقى مدير جامعة بسكرة الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية على مسامع الأساتذة حديثي التوظيف محاضرة جد قيمة وبناءة تحت عنوان" المسؤولية الأخلاقية والمهنية للجامعة" قدم من خلالها نصائح توجيهية غاية في الاهمية لكل الأساتذة حديثي التوظيف بالجامعة، إذ ومما لاشك فيه أن التعليم العالي مرتبط ارتباطا وثيقا بالتغير الاجتماعي الحاصل على جميع الأصعدة، السياسية والإقتصادية والثقافية ويتأثر بالسلب أو الإيجاب وفق المعطيات والمنتجات الجديدة في عالم الأفكار،

ومن ثمة كان لزاما على الفاعلين في السياسات التعليمية تبني استراتيجيات تتماشى ومستجدات العصر بتبنيها لمعايير جودة تسمح لها بوضع نظام تعليمي تدريسي يوازن بين الإمكانيات المادية والبشرية والآمال المعقودة عليها والمتمثلة في توفير أكبر قدر من الإطارات والكفاءات المناسبة لسوق العمل، وللوصول إلى مواكبة كل هذه التطورات العلمية والبحثية على مستوى الجامعة فإنه لزاما على الأستاذ الجامعي التركيز بصفة كلية على مسؤولية التدريس أولا وأخيرا واضعا نصب عينيه الطرائق والمناهج والكيفيات التي تطور من سبل آداء عمله كمدرس وأستاذ جامعي باحث.
ومن جملة النصائح التي وجهها السيد أحمد بوطرفاية المسؤول الأول بالجامعة أنه لابد من خلق جو من الحيوية أثناء تقديم الدروس مع مراعاة جملة من الشروط والمعايير والمؤثرات للوصول إلى الغاية من العمل كأستاذ جامعي، كما أكد على أهمية التواضع واحترام الوقت المحدد للحصص المقدمة وكذا الانضباط في تأدية العمل فهو واجب والتغيب أو التماطل في تأدية الأستاذ لعمله لن يعود بالضرر عليه كفرد فحسب بل يتعدى الأمر ذلك ليعتبر إسهاما مباشرا في تدهور عمل المؤسسة الجامعية ككل.
فالمستوى العلمي والقدرات العلمية العالية ميزات لابد وجوبا أن يتحلى بها الأستاذ إلى جانب امتلاك المعلومات والبيانات الضرورية وعلى حد قول الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية فالأستاذ الجامعي مطالب بإنتاج المعرفة، وأصبح لزاما عليه التماشي مع تطورات العلم ومطالبه وخاصة التعامل باللغات الأجنبية خاصة منها اللغة الإنجليزية كونها شئنا أم أبينا في الوقت الراهن لغة العلم بين الشعوب.
العمل المحترم والجدير بالتقدير، الآداء المتميز، الروح الحيوية والتواصل الطيب، المحاولة المستمرة لتطوير الذات، المبادرة والمشاركة في الفعاليات العلمية، التحلي بالصبر وتقدير مسؤوليات الغير، العمل في أطر القانون، الشفافية وروح العطاء بنوايا طيبة هذه الميزات وغيرها لابد أن تكون حسب رأي مدير الجامعة السمات الأساسية لدى كل أستاذ جامعي يسعى لتحقيق هدفه بتميز.
وفي ختام المحاضرة التي قدمها البروفيسور أحمد بوطرفاية فقد أكد على ضرورة الحضور والمشاركة في أشغال اللجان البيداغوجية على مستوى الأقسام والكليات والعمل على استغلال كافة الفرص الموفرة للأستاذ داخل المؤسسة ومحاولة الاستفهام عن أي غموض يواجه الاساتذة، حيث شدد على أهمية نكران الذات خاصة في حال تواجد أي إشكال فلابد من التوجه مباشرة للمسؤول المعني في ظل احترام القوانين المعمول بها، كما نوه إلى أن هذه المرافقة البيداغوجية ليست استنقاصا من شأن الأستاذ حديث التوظيف بل على النقيض من ذلك فهي بمثابة الدافع القوي الذي يحث الاستاذ للمضي قدما نحو التميز.
من ثم كانت هناك استراحة قصيرة اغتنم خلالها الأساتذة حديثي التوظيف لالتقاط بضعة صور رفقة الاساتذة المكونين، ليقوم بعدها الأستاذ مبارك بحري بتقديم ورشة عمل تضمنت 03 مداخلات حول جودة التعليم العالي ضمن محاضرة تحمل عنوان " مناهج ونماذج تجويد البرامج التكوينية" تناول فيها بالشرح لجملة من آليات إنشاء برامج تكوين موافقة لجودة أنظمة التعليم والتكوين حيث شدد الأستاذ على أهمية التعامل خلال إلقاء المحاضرات والدروس بلغة واحدة وبطريقة مبسطة كي يتسنى لجميع الطلبة الاندماج وتلقى المعلومة بكل سلاسة.
حيث وضح البروفيسور مبارك بحري للأساتذة أن عملية المرافقة تكون فقط بالنسبة للجانب البيداغوجي الإداري وليس الجوانب العلمية وذلك لأن الأساتذة بالفعل يتميزون بقدرات علمية أهلتهم للمناصب التي يحضون بها، فالهدف من هذه الدورات المقمة من قبل أساتذة ذوي خبرة هو إعادة الوظيفة البيداغوجية إلى مكانها من خلال التشديد على أهمية الانضباط في طرق التعامل بالوسط البيداغوجي وإلزامية تواجد نوع من الاحترام بين المسؤول والأستاذ وكذا بين الاستاذ والطلبة الذين يدرسهم هذا الحد من الاحترام والانضباط كفيل فيما بعد بتجنيب العديد من الأساتذة من المشاكل الناجمة عن كثرة العلاقات والتعاملات التي من شأنها المساهمة في تدهور الهدف الأساسي الذي من أجله يتواجد الأستاذ.
تميزت الاجواء بالحيوية والنشاط وذلك لطريقة التعامل والالقاء التي تميز بها كل من الأستاذين أحمد بوطرفاية ومبارك بحري حيث قدما نماذج حية من خبراتهما كأستاذين و كمديرين لجامعة بسكرة والتي من خلالها استطاعا معايشة عدة أنواع من الأساتذة وتوصلا للفهم الصحيح لضروريات التدريس والاسس المتينة للنجاح في الوسط الجامعي على المستوى العلمي والبحثي والعملي حفظهما الله و أدام عليهما نعمه ورضاه.
أما خلال اليوم الثالث من أيام هذه الدورة التكوينية فمن المقرر تنظيم ورشة لفائدة الأساتذة المتربصين حول تقنيات الإعلام والاتصال في التعليم والتي ستشرف على تقديمها كل من الأستاذة لويزة سلطان ورئيسة خلية التعليم عن بعد من مركز الشبكات و أنظمة الإعلام الآلي والاتصال والتعليم المتلفز والتعليم عن بعد، لتعريف الأساتذة حديثي التوظيف بوسائل و فضاءات "TIC" .
من خلال هذه الدورات التكوينية والمرافقة البيداغوجية تسعى الجامعة لضمان جودة التكوين وتأمين شروط الارتقاء به باستمرار إلى مستوى العالمية استجابة للمتغيرات العلمية الحاصلة وذلك أن قطاع التعليم العالي أصبح يشكل مصدر تموين هام على مختلف الأصعدة ،حيث يعمل الكادر الاداري العلمي وعلى رأسه مدير الجامعة على التكفل الجاد بالمواهب وذلك من خلال توفير كافة السبل والوسائل للوصول إلى تكوين إطارات بقدرات مواكبة لعصر الرقمنة في مجال تطوير الأبحاث والاهتمام بنوعية المنتج التعليمي.